–جنوب ميديا–
يعاني سكان دوار تغرمت، التابع لجماعة طاطا الحضرية، من مشكل العزلة المستمرة مع كل موسم أمطار، حيث تتسبب السيول المتدفقة في عزل الضفة التي يقطنون بها عن الطريق المؤدية إلى مركز المدينة. ورغم أن الدوار يبعد أقل من 3 كيلومترات عن مقر عمالة طاطا، إلا أن غياب قنطرة تربط بين الضفتين يزيد من صعوبة التنقل ويعطل الحياة اليومية لمئات المواطنين. أوريرزكر تاسلا، وهو الجزء المعزول من الدوار، يعيش هذا الواقع منذ سنوات وسط وعود متكررة من المسؤولين بإيجاد حلول، لكن دون تنفيذ فعلي على أرض الواقع. في هذا السياق، نلقي الضوء على تأثير هذه العزلة على الساكنة والمطالب الملحة بفكها.
الوضع العام: معاناة متجددة مع كل حمولة للواد
في قلب جماعة طاطا الحضرية، التي تعد مركز إقليم طاطا، يعاني سكان دوار تغرمت من عزلة تامة مع كل موسم أمطار، حيث تجلب السيول القوية حمولة مائية تعزل الضفة التي يقطنون بها عن الطريق المؤدية إلى مركز المدينة. ورغم أن المنطقة تبعد أقل من 3 كيلومترات عن مقر عمالة طاطا، إلا أن هذا القرب لم يساهم في إيجاد حلول، فمعاناة السكان مستمرة بسبب غياب قنطرة تربط بين الضفتين.
هذا الوضع المتكرر يحرم مئات المواطنين من حقهم في التنقل بحرية وأداء أنشطتهم اليومية بشكل طبيعي، سواء كانوا موظفين عموميين، تجار، حرفيين، أو تلاميذ. هؤلاء يواجهون صعوبة بالغة، إن لم نقل استحالة، في التنقل إلى أماكن عملهم أو مدارسهم عندما يجري الواد.
أوريرزكر تاسيلا: عزلة مستمرة رغم القرب من المركز
تضم الضفة المعزولة جزءًا من دوار تغرمت يسمى أوريرزكر تاسيلا، وهو اسم أمازيغي يعني “المنطقة المعزولة” أو “الطريق غير المعبد”. هذا الاسم لم يأتِ من فراغ، بل يعكس حالة العزلة التي عاشتها المنطقة على مر العقود وما زالت تعيشها حتى اليوم، رغم أنها تقع ضمن دوار تغرمت، الذي ينتمي إلى جماعة طاطا الحضرية.
ورغم القرب الجغرافي الكبير من مركز الإقليم، حيث لا تبعد المنطقة أكثر من 3 كيلومترات عن مقر العمالة، إلا أن الساكنة تجد نفسها في وضع شبه معزول، مما يطرح العديد من الأسئلة حول غياب الحلول الدائمة.
التأثير على حياة المواطنين: صعوبة التنقل وتعطيل الحياة اليومية
الضفة التي تضم أوريرزكر تاسيلا تعيش معاناة متكررة مع كل فيضان، حيث يضطر المواطنون إلى استخدام طرق غير معبدة تمر عبر الفضاءات الزراعية للوصول إلى المدينة. ومعظم هذه الطرق تصبح غير صالحة للاستعمال في أوقات الفيضانات، مما يعمق من أزمة التنقل.
إلى جانب ذلك، تتوقف الحياة المدرسية تمامًا في تلك الفترة، حيث يجد تلاميذ المدرسة الموجودة في الضفة صعوبة بالغة في الوصول إلى مؤسستهم التعليمية. كما تضم المنطقة ملاعب لكرة القدم ومقبرة، بالإضافة إلى منشآت أخرى، لكنها تصبح كلها غير قابلة للاستخدام عندما يجري الواد، مما يعطل وظائفها.
وعود المسؤولين: سنوات من الانتظار دون حلول
منذ سنوات، يتلقى سكان دوار تغرمت وعودًا متكررة من الجهات المسؤولة بشأن بناء قنطرة تربط الضفتين وتفك العزلة عنهم، إلا أن هذه الوعود لم تُترجم إلى واقع. ورغم مرور الزمن واستمرار المعاناة، لا تزال الساكنة تنتظر تدخلاً فعالاً من السلطات.الساكنة تشعر بمرارة حقيقية نظرًا لأنهم يقطنون في منطقة تابعة لجماعة حضرية، هي جماعة طاطا، التي تعد مركز الإقليم، ومع ذلك، فإن أبسط الحقوق مثل الطرق المعبدة والقناطر التي تسهل التنقل لا تزال غائبة.
الإصلاحات بعد انقطاع الواد: جهود الساكنة بديلاً عن التدخل الرسمي
بعد انقطاع الواد، لا تعود الطريق التي تربطهم بالمدينة صالحة للاستعمال فورًا، بل تحتاج إلى تظافر جهود الساكنة لإصلاح الأضرار التي يخلفها الواد قبل أن تصبح قابلة للاستخدام مرة أخرى. ورغم التزاماتهم بدفع الضرائب المتعلقة بالبناء والسكن، إلا أنهم لا يتمتعون بالخدمات الأساسية التي تضمن لهم حقوقهم.
استياء الساكنة: غياب حقوق أساسية رغم الالتزامات الضريبية
الاستياء يتزايد بين سكان دوار تغرمت، خاصة وأنهم ملتزمون بدفع الضرائب مثل بقية المواطنين، بما في ذلك الضرائب الخاصة بالبناء والسكن، لكنهم محرومون من أبسط الحقوق مثل وجود طريق معبدة أو قنطرة تربطهم بالطريق المؤدية إلى مركز المدينة.
بناء القنطرة التي يطالبون بها أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط لفك العزلة عنهم ولكن أيضًا لضمان حياة يومية طبيعية لهم ولأبنائهم.
الخلاصة: ضرورة التحرك السريع قبل تفاقم المعاناة
الوضع الذي تعاني منه ساكنة دوار تغرمت في جماعة طاطا الحضرية لم يعد يحتمل التأجيل. بناء قنطرة تربط الضفتين يمثل الحل الجذري لهذه المعاناة التي تتكرر مع كل موسم أمطار، خاصة وأن المنطقة تبعد مسافة قصيرة جدًا عن مركز الإقليم. من الضروري أن تتحرك الجهات المسؤولة بشكل فوري لتلبية مطالب الساكنة وإنهاء عزلة أوريرزكر تاسيلا وتخفيف معاناة المواطنين الذين طال انتظارهم للحلول الفعالة.